يأخذني الحنين إلى التساؤل ...
ماذا لو قُدِّر لهم أن تخط أناملهم ما يشعروا لحظة مغادرة أرواحهم تلك الأجساد
ماذا بـ لحظة ما بين حياتين أو ما بين موت وحياة أو ما بين موتين !
أحقاً هو شعور يحاكي ذلك الذي كان لحظة فراقنا ...
لحظة فراقنا حين رأيت صورتك تعظم في قلبي وتتلاشى في عيني وأنت تمضي وحدك ، فـ تأخذ طريقك عني أويأخذك الطريق مني ...
لحظة فراقنا تلك التي كأنها بين حياة وموت .. وهو الموت بعده موت بعده موت .. وهو الموات قبل الموت
والموت تماماً كما فراقك ....
مصيبة لا نعمل لها حساب .. تأخذنا بغفلة وتتركـ قلوبنا فارغة من كل شئ اللهم إلا تلك الصورة الأخيرة .. النظرة الأخيرة .. اللقاء الأخير ...
وأنا غفلتي لحظة وداعك كما حبيبين غفلا فـُجاءة رحيل أحدهم لعالم الأموات ...
وحنين ..
وتساؤل يليه التساؤل .....
هل يشبه رحيلك الرحيل الأبدي إلى الحد الذي يجعلك لا تعود !
وما الذي اشتهيت في عالم الأموات لتحيا دوني وتفجعني برحيلك !
أم أنك رحلت لتحيا وأموت أنا !!
وما الذي كان يمكنه يدفعكـ للتخلي عن صمت القبور .. لــ تشق الأرض .. ولـ تنبت من جديد زهرة هوانا !!
أم أن قلبك مات ولا حي يخرج من ميت بلا تدخل إلهي !!
وما الذي دفعك لتستبيح عالمي الذي بنيته بشوق العمر للآت .. !
وما الذي جعلك تستبيح الرحيل مخلفاُ بناءي وقد تقوض من أثر حنينه لك ولهفه عليك وأمله فيك !!!!!!
ويقيني أنهم إن يرحلوا فــ راغمين أمواتاً وقد خلَّفوا وراءهم أحياء ...
، أما أنت فقد رحلت حياً ميتاً وخلَّفت دونك إمرأة لا تحيا
وبعد .... لم تمت !!
ولأن اليأس في نبضك .. في حياتك .. في حياتي بحياتك قد أخذ مأخذه
يأخذني الحنين لكل شئ إلا إليكـ
ولأن ....
قد قُدِر لي أن أخط شعوري لحظة الموت ـ موت الأحياء قبل الموت ـ ذلك الشعور الذي أبغض تكراره في حكاية صُلبت فيها أحلامي على قارعة الطريق وأكل الطير من رأسها بالقدر الكافي لوأدها في المخاض ..
يأخذني الحنين لكل شئ إلا إليكـ
ولأن .....
لا حاجة لي بالموت أخرى وقد أماتني هواك آلاف المرات ..